يبدو أنّ الحرائق التي تجتاح تركيّا سيكون لها تأثير كبير على الموسم السياحي الذي يعتبر في مرحلة الذروة وخاصّةً مع تدفّق أعداد كبيرة من السيّاح إلى المدن والسواحل التركيّة ،ونتيجة هذه الحرائق بدأت السلطات التركية بعمليّة إجلاء السياح من شواطئ في جنوب غربي تركيا، حيث تهدد حرائق الغابات المستعرة الفنادق والمنازل مما يشكّل تهديداً مباشراً لحياة الكثيرين في تلك المنطقة .
ووفقاً لوسائل الإعلام التركيّة فقد قام خفر السواحل بإستخدام كافّة وسائل النقل المتاحة بما فيها السفن التابعة له إضافةً إلى عدد من اليخوت الخاصّة بهدف أبعاد الناس بأسرع وقت ممكن عن مصادر الخطروفي مدينة بودروم التركيّة قامت السلطات بإخلاء ثلاثة فنادق من فئة الخمس نجوم ونقل النزلاء إلى فنادق أخرى .
وقالت مصادر الشرطة التركيّة أنّ الحرائق المشتعلة منذ يوم الأربعاء الماضي خلّفت ستّة قتلى حتى الآن وتأكدت وفاة شخصين آخرين السبت، كانا من بين آلاف الأشخاص الذين سارعوا لإخماد ما يقرب من 100 حريق منفصل في المنتجعات والقرى على سواحل البحر المتوسط وبحر إيجة، التي تعد واحدة من المناطق السياحية الرئيسية في تركيا بينما أجبرت حرائق الغابات المشتعلة في جنوبي البلاد المزيد من السكان على الفرار من منازلهم ، مع تزايد الضغط على الحكومة على خلفية استجابتها البطيئة للحرائق المميتة.
وبدأت العديد من الدول بإرسال المساعدات للدول المتضرّرة من الحرائق التي تعتبر الأكثر ضرراً منذ عقود وقد قام الإتّحاد الأوروبّي بإرسال ثلاثة طائرات للمساهمة في إخماد الحرائق في تركيا .
بدورها تشهد اليونان وإيطاليا وإسبانيا حرائق غابات هائلة مصحوبة بموجة لم تشهد لها تلك الدول مثيلاً منذ زمنٍ طويل ساعدت درجات الحرارة العالية على الإنتشار السريع لألسنة اللهب في تلك الدول .
وقد شكر وزير الخارجية التركي (مولود تشاوش أوغلو) الإتّحاد الأوروبّي على إرسال المساعدات بينما قال الاتحاد الأوروبي بأنه "يتضامن بشكل كامل مع تركيا في هذه الأوقات الصعبة للغاية"، في رسالة هدفها إظهار حسن النية بعد عام من الخلافات بين الطرفين.
وتواجه تركيا حرائق الغابات الأكثر فتكا منذ عقود فيما تجتاح موجة حرّ شديدة جنوب شرق أوروبا، والتهمت الحرائق التي طالت منتجعات ساحلية تركية مطلة على المتوسط وبحر إيجه مساحات واسعة من الغابات وأدت إلى إجلاء سياح من فنادقهم.
وأفادت مديرية الغابات التركية عن تسجيل أكثر من (130) حريقا ؤمنفصلاً في عشرات البلدات والمدن في أنحاء البلاد خلال ستة أيام. وأشارت إلى تواصل اشتعال سبع منها الإثنين، معظمها على مقربة من مدينتي أنطاليا ومرماريس السياحيتين.
وقال فريق وكالة الأنباء الفرنسية في مرماريس المطلة على بحر إيجه أنّه شاهد ألسنة اللهب تتصاعد من قمم التلال المغطاة بالغابات، بينما بدت السماء حمراء داكنة خلال الليل وانتشر الدخان في الجو وسط حرارة بلغت حوالي (40) درجة مئوية.
ليست تركيّا وحدها من يعاني من حرائق الغابات وموجة الحرّ الشديدة فقد أعلنت السلطات اليونانيّة عن تسجيل درجة حرارة (45) يوم أمس الإثنين في بعض المناطق وهو أمر يعتبر نادر الحدوث وقالت السلطات اليونانيّة أنّ عناصر الإطفاء تصدّوا لحرائق محلية الإثنين في جزيرة (رودوس) اليونانية في بحر إيجه ومدينة (باتراس)، وحذر رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس من أن اليونان تواجه "أسوأ موجة حر منذ 1987" وأظهرت بيانات الاتحاد الأوروبي أن موسم الحرائق العام الحالي كان أكثر تسببا للدمار من غيره، حيث إنه يؤجج ارتفاع درجات الحرارة والرياح العاتية النيران. ويشير خبراء إلى أن التغير المناخي يزيد من إمكانية تكرار مثل هذه الحوادث كما يرفع من شدتها.
ومنذ الخميس، تشهد اليونان موجة قيظ من المتوقع أن تبلغ ذروتها يومي الإثنين والثلاثاء، وفقا لتوقعات الأرصاد الجوية. وكانت قد شهدت موجة حر مماثلة في يوليو/تموز 1987 أثرت بشكل رئيسي على أثينا وأودت بحياة أكثر من ألف شخص بسبب نقص أجهزة التكييف وتلوث الهواء.
ومنذ الخميس، تشهد اليونان موجة قيظ من المتوقع أن تبلغ ذروتها يومي الإثنين والثلاثاء، وفقا لتوقعات الأرصاد الجوية. وكانت قد شهدت موجة حر مماثلة في يوليو/تموز 1987 أثرت بشكل رئيسي على أثينا وأودت بحياة أكثر من ألف شخص بسبب نقص أجهزة التكييف وتلوث الهواء.
وفي السياق، صرح نائب وزير الحماية المدنية(نيكوس هاردالياس )على قناة "ستار تي في" التلفزيونية "في يوليو/تموز شهدنا 1584 حريقا في مقابل 953 حريقا في 2019" مؤكدا "لم نعد نتحدث عن تغير المناخ بل عن تهديد مناخي .
أخبار هولندا
أخبار هولندا